رغم أن الأردن من الدول التي وقعت
على إتفاقية حقوق الطفل العالمية مطلع التسعينات و التي نصت على أن " تحترم
الدول الأطراف مسؤوليات وحقوق وواجبات الأهل في أن يوفروا بطريقة تتناسب مع
القدرات المتنامية للطفل، التوجيه والإرشاد المناسبين في ممارسة الطفل لحقوقه
المعترف بها في الاتفاقية الحالية" المادة 5
و رغم أن قانون العمل الأردني يحرم تشغيل الأطفال تحت سن
16 عاما، وينص على ألا يعمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عاما أكثر
من 6 ساعات في اليوم، ويفرض على أصحاب العمل المخالفين غرامة قدرها 500 دينار في
حال تم ضبطه متلبساً بتشغيل الأطفال.
ورغم وجود العديد من الحملات التي تنادي ضد عمالة الأطفال و تفعيل منظومة التعليم
إلا أن المئات
من أطفال الأردن يدفعون ضريبة الفقر والتفكك الأسري، فتسرق منهم
براءة طفولتهم ويتيهون في الورشات البناء ومرائب
السيارات ويعملون في الشوارع كبائعين ، ويتعرضون للمخاطر الصحية والاعتداءات
النفسية و الجسدية و حتى الجنسية، تحت شمس حارقة في الصيف، وأمطار وثلوج وبرد قارص
في الشتاء.
دون أي حماية قانونية أو ضمانات إنسانية
إختلفت القصص و إختلفت معها أسباب عمالة الأطفال لكن
المعناة واحدة
الطفل احمد (يعمل في مهنة الميكانيك ) اخترت عملي بكامل
إرادتي لأني لم أكن أحب المدرسة ولم أكن متفوقا فيها . وأضاف :'' رأيت انه من
المناسب العمل بدلا من الجلوس في البيت لمساعدة نفسي وأسرتي و اختياري لمهنة
الميكانيك جاء بكامل الرغبة لدي لاعتقادي بان هذه المهنة تدر دخلا كبيرا للعاملين
فيها لم يجبرني والدي إطلاقا على العمل بل أنا من يحب ذلك، وأكثر ما أحب فيها كوني
احقق كافة رغباتي واحتياجاتي دون الطلب من والدي لشراء أية حاجيات وهذا بحد ذاته
شيء ممتع .
محمد (يعمل مع والده في بيع الخضار) إلى جانب إخوانه قال
إن :'' الحاجة والفقر جعلنا نعمل معه في هذه المهنة وجعلنا نبتعد عن الدراسة معللاً أنالتعليم أصبح يحتاج إلى الكثير من
المصاريف المادية ويتطلب الانتظار لسنوات للحصول على وظيفة هكذا قالي والدي وهذا يمكن اختصاره بالتركيز على
التجارة التي تحقق الدخل المادي وبطرق أسرع ودليل ذلك أن والدي قام بتزويج اثنين
من أخواني في سن صغيرة وهذا ما كان ليتحقق لو أكملوا تعليمهم''.
أما خالد (يعمل سايساً للخيل في منطقة البتراء) يقول أن عمله يعود للحالة
المادية الصعبة التي يعيشها أهله وكثرة عدد أفراد أسرته و أن راتب والدة المتقاعد
لا يكفي
سائد (يعمل بجمع الحديد) أجبرني والدي على العمل مع أن أمنيتي
أن أكمل دراستي والدي يقومان يوميا بأخذ المبالغ المالية التي أقوم بتحصيلها من
عمليات البيع ويعطوني جزءا منها ،لا يتساءلون إذا كانت الأحوال الجوية باردة أو
غيرها بل كل ما يعنيهم هو الأموال .
في محل البناشر على الخط الرئيسي في المدينة كان أسامة( 14
سنة ) يركض باتجاه السيارة للاستفسار عن الخدمة التي يمكن أن يقدمها وهو على حالة
من الاتساخ والإجهاد لا يمكن تصديقها وكل ذلك من أجل دينار ونصف يومياً وهو كل ما يتقاضاه جراء الساعات الطويلة
من العمل .
على حافة الرصيف تجلس ختام و بخوف تقول زوجة أبي لا تريد أن
أذهب للمدرسة و تريد أن أبيع معها على البسطة لأن ذلك أفضل
يا أطفال العالم اتحدوا
أنا إنسان
**ملاحظة: الأسماء غير حقيقية لكن القصص واقعية