Powered By Blogger

17‏/2‏/2013

إيجابو المدينة و ثقافة العيب!!




على مقاعدهم المريحة  أو من خلف شاشات أجهزتهم الحديثة أو خلال إجتماعاتهم (في المقاهي أو المطاعم الفخمة) الهادفة لحل مشاكل المجتمع عن طريق التنظير و نشر بذور الحب و السلام في العالم.. يطل علينا إيجابيو المدينة بطلتهم البهية  و ملامحهم التي تكاد تكون جدية و متأثرة مما يحدث للمجتمع .. فيبدأون الكلام ب...

ليش ما يشتغل ؟ شو ناقصة؟
هاد شعب مش عارف شو بدو
ما بدهم يشتغلوا بس بدهم يدخنوا!
الكل بد يصير مدير
أصلا الشغل مش عيب..!!!
لازم يكون قاعد على مكتب يعني..



في البداية أود أن أرفع أسمى آيات الإعتذار منكم!!
لأننا أزعجناكم و أقلقنا راحتكم و جعلنا وجوهكم الجميلة تتجعد قليلا من شدة الإنزعاج و التوتر..

 نود أن نذكركم ببعض الأمور:

لا ننكر أن هناك بعض الناس لا يرغبون بالعمل إلا كمدير يجلس على مكتبه و يعطي الأوامر
لكن لنذهب إلى أحد مراكز التسوق الفخمة 
من يأخذ سياراتكم الفارهة ليركنها؟
من يطلب منك الوقوف لحظة للتفتيش؟
من يساعدكم في إختيار الملابس و حملها للصندوق؟
من ينظف لكم المكان و الحمامات؟
من يأخذ طلبات الطعام منكم؟
من يحضر لكم ذلك الطعام؟
من يضع مشترياتكم بالأكياس و يحملها لكم؟


هذه كلها أمثله بسيطة  تصادفوها في مكان واحد و خلال ساعة من الوقت

إرحمونا من تنظيركم!!




3‏/2‏/2013

نحن و سامر العيساوي و حاجتنا ل التباكي




نحن شعب يحب المظاهر حتى في الموت..
نحب أن يكون لبكاءنا صداً إعلامي..
نحب أن نشجب ..نستنكرفي قضايا من الممكن أن تصل للعالمية
تثير غضبنا القصص التي من الممكن أن يؤرخ فيها البطل
تشدنا المأسي التي تقع على حلقات و تحمل اليوميات 

لأننا شعب كسول لدرجة أنه لا يحب البحث عن قضية ليتابعها و يدعمها.. لا يحب أن يعترف بواقعه المرير و يفضل الأحلام الوردية على المأسي الواقعية.. لأنه يحاول الهرب لأبعد مكان في محيطه على أن يعترف أن في الدنيا ظلم يفوق الخيال..

حيث و مع التطور الكبير في مجال الإعلام أصبح ذلك الهرب صعب جداً بل أصبح تلقي الخبر يقع بشكل إجباري في بعض الأوقات! 
فيجبر الشخص على متابعة الخبر و يجبر بالتالي على أن يتعاطف معه و يتأثر به و ذلك إما حب فضول أو أن الشخص متلقي الخبر لا يستطيع أن يجبر ضميرة على (التطنيش)!

ها النحن في هذة الأيام نتابع بإهتمام بالغ إضراب الأسير سامر العيساوي عن الطعام و ننتظر خبر إستشهادة على أمل أن لا يموت و بالنفس الوقت نفكر ماذا نحن فاعلون لو انه مات!!
 نتابع قضية سامر لأنها الأقوى إعلاميا  و الأطول مدة في الوقت الحالي مع العلم أن هناك أسرى كثر مضربين عن الطعام لم نسمع عنهم .. لأن سامر له ظهر و سند يوصل صوته إعلامياً لأن أخته الأستاذة شرين لم تسكت عن حقه... أخلع قبعتي و أنحني إحتراماً لك   أيها البطل و لها لأنها لم تتردد أبداً في المثابرة على إنقاذه.

لكن ألن نستيقظ و نقف ضد الظلم بشكل عام و ليس الظلم الذي يظهر في الإعلام فقط!!
كم من طفل في نفسك منطقتك مضرب عن الطعام  قسراً لا طوعاً.. 
كم من أم تتألم لألم طفلها الموجوع قسراً لا طوعاً..
كم من أب لا يريد الموت ليطعم أولاده و يموت قسراً لا طوعاً
كم من طفل ينام ولا يعلم متى سيقصف منزله قسراً لا طوعاً 
و مع ذلك لا نكترث لا نبالي لا يهمنا لا يعنينا..



لا تمت يا سامر لأننا لا نستحق ذلك..
إبقى حياّ لتروي تفاصيل ألمك لمن حولك و للأجيال من بعدك حتى لا تصبح مجرد صورة نزين بها مواقعنا الإلكترونية كلما أنبنا  ضميرنا..
لا تمت لأن العشرات يموتون و لا نكترث أن نعرف أسمائهم حتى
لا تمت لأننا ننتظر موتك لنتباكى و نغسل ألام ضمائرنا ... لا لنثور