Powered By Blogger

3‏/10‏/2012

رحلة عتمة -مستوحاه من قصص حقيقية- 1


إسمي حوراء
انا من سوريا  
عمري 6 سنوات 
سوف أسرد عليكم قصة حزينة لا نهاية لها بعد 

بعد أيام من  قيام الثورة في بلدي إعتدنا على أصوات القنابل و المدفعيات فلم تعد تخيفنني 
أما فيما يخص  أخي الصغير (صالح) فهو يبكي طول الوقت خوفا من تلك الأصوات و لا ينزل عن حضن أمي أبدا 

لقد قررت اليوم أن أنام في غرفة جدتي حتى تحكي لي قصة جميلة عن بلدي ... بدأت تسرد القصة فنمت و بدأت أحلم أنني ألعب على حمارنا "صبور" الذي لم أعد أره لأنه ضاع، رغم كل الأصوات المخيفة نمت بجانب جدتي فلا شيء سيؤذيني و انا معها  

بعد فترة  من الزمن إستيقظت على صوت أبي و هو يصرخ(يلا يلا بسرعة لازم نهرب ما في وقت)
فتح باب غرفة جدتي و قال( يلا يا أمي يلا يا حوراء تحركو بسرعة) خفت جدا و لم أفهم ماذا يحصل فحملني أبي ليخرجني من الغرفة، فقالت جدتي( يلا يا إبني خوذ بنتك و و عيلتك و تخبو أنا ولدت و رح موت هون وجودي رح يكون متعب عليكم أنا مريضة و حركتي تقيله) أصر أبي عليها أن تهرب معنا و هي أصرت على البقاء،بدأت أبكي و أرجوها أن تأتي معنا لكنها رفضت ألبستني حذائي وقالت: (توكلو على الله إذا الله كتبلنا بلتقي عن قريب)

خرجنا مسرعين لم أخذ أي من ألعابي أو ثيابي،لم نستطع حتى أن نأخذ معنا طعاما، كنا مجموعة كبيرة فبالإضافة لعائلتي غادر معنا عمي و زوجته و أبناءه و خالتي و جارنا أبو محمد و أولاده أما زوجته فقد إستشهدت 

ركضنا مسافة طويلة طرق صعبة مليئة بالحفر و برك الماء،جثة هنا و جثة هناك بيوت مهدمة أناس يستنجدون  أصوات الإنفجارات تملئ المكان . إلى أن وصلنا إلى منطقة شجرية،فقال أبي(خالينا نرتاح شوي) إرتمينا على الأرض كالأموات بعضنا نام و البعض الأخر حاول الحصول على أي شيء يؤكل

ظهرت علينا فجأة مجموعة مسلحة تبين فيما بعد أنهم أفراد من الجيش الحر، عرضوا علينا أن يوصلونا إلى حدود الأردن بشرط أن ينضم لهم شابان منا حاول أبي و عمي و جارنا أبو محمد أن يستعطفوهم أو أن يأخذوهم بدلا من الشباب فرفضوا، حينها صاح محمد (أنا ببقى معهم خلص ما حدا يناقشني) وقف عمار أبن عمي و قال(أنا كمان بضل معهم الرب واحد و الموت واحد)
فصاحت أمه و ركضت نحو المسلحين ترجوهم أن يغيروا رأيهم لكنهم رفضوا و توسلت عمار أن يغير رأيه لكنه رفض هو الأخر

إنقسمت المجموعة المسلحة إلى قسمين:
*قسم أخذ محمد و عمار و غادرو المنطقة على وقع بكائنا و نحيب أم عمار
*وقسم بقي معنا بدأ أحدهم في الكلام فقال(إن شاء الله رح نوصلكم بالسلامة لحدود الأردن بعد شوي بجبلكم أكل و بس تعتم بنتحرك)

حل الظلام على المكان أمرنا فرد من الجيش الحر بالتحرك، فقامت أمي على عجل ألبستني حذائي و حملت أخي و بدأنا في السير أما أبي فطلب منه أن يحمل السلاح لتأمين الحماية للمجموعة

خلال مسيرنا حملتني خالتي لتخفف عني عناء المسير لاعبتني قليلا ثم أنزلتني و أخذنا نلعب لعبت الحزازير
إستمرينا في السير مدة يومين إلى أن إقتربنا من الحدود الأردنية...



يتبع