Powered By Blogger

12‏/1‏/2012

فينادون لنردد من ورائهم

خلال طريقي  اليومي  إلى  مكان  عملي فاني امر بمحطات عديدة مميزة في وطننا  اصبحت من معالم العاصمة ابرزها رئاسة الوزراء...فيصادف غالبا وجود اما متظاهرين او معتصمين  لمؤسسة ما أو شركة  او حتى دائرة حكومية صغيرة في مؤسسة عامة  يطالبون  بحقوق هي لهم أصلا تتمحور جميعها حول مراكز اساسية في حياة المواطن الصالح لعيش كريم (محاربة الفساد و الفقر،التعليم،الصحة)و غيرها يحاولون  اخذها  عنوة من خلال شعارات مناؤة للسياسات المتبعة حاليا و كانها اصبحت هي الصحيح و ما هو الصحيح خاطئ و محرم عليك ان تطالب به .. و تحولت هذه المطالب الاساسية و للاسف في وطننا الغالي أصبحت أحلام صعبة المنال .

لكن أكثر ما يستهويني و يحرك الدمع لينزل من عيني بشكل تلقائي دون قدرة على السيطرة عليه..هومنظر رجال ونساء تتجاوز أعمارهم الستين عقدا  و ينطبق عليهم القول المأثور إشتعلت الرؤوس شيبا..ليس فقط تعاطفا معهم لأنهم أصبحوا في مثل هذا العمر و مازالو يطالبون بأبسط حقوقهم و إنما إصراهم على ذلك و أملهم بمستقبل أفضلا لأبنائهم و أبناء الوطن.. و مما يزيد فخري بهم أن لا أحد يستطيع إتهامهم بإمتلاك أجندة خارجية لأن كل ما يهدفون إليه هو تحقيق عيش كريم لهم و لأسرهم و معظمهم لم يغادر هذه البلد لضيق الحال...كذلك لا يحق لأي شخص إتهامهم بالتقليد لأن أشخاص بأعمارهم كل ما يرغبون به هو الهدوء و الإستقرار.. و الجميل أيضا أنه لايعقل أن يقال عليهم أنهم مثيرين للشغب و الفوضى لأنهم يعتقدون كامل الإعتقاد بأن هذا البلد بيتهم و جزءا منهم  و أعمارهم لا تسمح بذلك... و بالطبع لا يطمعون بتبوء مراكز عليا لأنها اصلا ليست من اهتمامهم..

كم أشعر بالفخر عند النظر إليهم يحملون علم الأردن و في عيونهم إصرارا كبيرا لغد أفضل و حزننا عميقا على حال وطنهم و ما آل  إليه.. عيوني تذهب إليهم عند وجودي معهم  في أي إعتصام أو أي مسيرة حتى أستمد منهم القوة لمواجهة الواقع و الأمل لمستقبل أفضل.. فينادون لنردد من ورائهم


خبز..حرية..عدالة إجتماعية




أنا إنسان