Powered By Blogger

3‏/12‏/2012

ما يطلبة المعتقلون من برنامج الإصلاح الأردني



لنتخيل فعلا أن أي قناة تلفزيونية قررت القيام بمثل هذا البرنامج و أعدت الترتيبات الازمة لتصويره فأخذت الموافقة 
و توجه أعضاء فريق البرنامج لأحد مراكز الإصلاح بعد أن تم تجميع كافة معتقلي هبة تشرين في مكان واحد

دخل مقدم البرنامج على مكان التجمع و أستغرب من عدد الحضور الكبير الذي يصل إلى ثلاثمئة معتقل و إزداد إستغرابه أن هناك إمرأة مريضة تجاوزت الخمسين و رجل طاعن في السن و عدد لا بأس به من القصر!

بدأ المقدم بالحوار سائلا من الذي نظمكم لإثارت الفتنة؟؟
فقفز أحد الأطفال المعتقلين قائلا رئيس الوزراء عبدالله النسور.. إحنا على الأغلب كلنا تعرفنا على بعض في المعتقلات و طلعنا من دورنا بدون تفكير طلعنا من حرقة راسنا بعد ما سمعنا عن رفع الدعم الظالم،ثم جلس

توجه المقدم إلى أحد الشباب الذي يدل مظهرة على أنه إبن عائلة ميسورة الحال فسأله
أي أجندة تتبع؟
ضحك ذلك الشاب بسخرية و قال: والله بتبع أجندة جواز السفر الأحمر 

شعر المقدم أن السؤال كان سخيفا فإستدركه سائلا شاب أخر ملتحي
ماذا يريد الإخوان المسلمين
فرد الشاب: أنا شيوعي حبيب!! بس وين المشكلة إذا الإخوان إستلموا عن طريق إنتخابات نزيهة و إذا ما عجبونا 
بنشيلهم طبعا لازم يتغير قانون إنتخابات المسخرة الموجود حاليا

طيب لماذا التخريب و التكسير و التدمير؟
رد أحد المعتقلين: يا سيدي إعتبروهم جزء بسيط من أثار التخريب الناتجة عن مشاريعكم الفاشلة مثل مشروع الخط السريع!!

وقف أحد المعتقلين و قال بغضب و حزم: إحنا مش فاسدين ولا سراقين ولا حالمين بسلطة و لا مركز بدنا حياة كريمة
بدنا صحة بدنا تعليم بدنا نعيش يعنى.. بدنا وطنا بدنا خيراتنا بدي إبني يحكي رأيه بحرية بد ما يكون لكل مواطن ملف عند بيت خالتو!
بدنا عدالة و قضاء نزيه.. بدنا فلان يشتغل لأنه جدير بالوظيفة مش لأنه إبن فلان! و غيره كثير من الطلبات بالمناسبة هي مش طلبات و لا مكارم بل حقوق و أساسيات و إللي بخالف يتعاقب!!

سكت المقدم و قال:
الصراحة لا يوجد ما أقولة



ليست هذه نكتة، بل مفارقة مؤلمة وجارحة… فما الذي سيطلبه المعتقلون في سجنهم سوى الحرية، وما الذي يطلبه الآباء والأمهات والأخوة والأبناء سوى أن يعود إليهم أهلهم؟ وما الذي يطلبه كل الأردنيين اليوم سوى العيش بكرامة؟ 
كيف يمكن أن تكون كل هذه الاعتقالات هي طريقنا إلى الإصلاح الموعود؟! قولوا لنا فنحن لم نعد نصدق، ولم نعد نفهم، ولم نعد نعي، ولم نعد نعرف كيف تبنى الثقة بين المواطن ودولته وكيف تهدم… ولا أين تسير بنا أجهزة الأمن، وإلى أين تسيربالأردن ؟ 




خبز..حرية..عدالة إجتماعية