Powered By Blogger

19‏/4‏/2012

حربكم ... خوفي ... أطفال العراق




أطفال العراق ... الأصل أن يكون الاطفال في منأى  عن كل أنواع العنف و الحروب حسب كل اتفاقيات حقوق الطفل و معاهداتها و بعضها وصل لتحريم استخدام العنف حتى من الاهل و يعاقب فاعلها بهدف تنشئة جيل يتمتع بعقل سليم في جسما سليم ...

هذا هو الوضع الطبيعي لأي طفل في العالم... إلا أن الطفل العراقي لم يحظى بتلك الأمور خاصة بعد الإحتلال الأمريكي المقنع بإسم الحرية و الديمقراطية ... فقد ترك العديد من اطفال العراق مدارسهم بحثاً عن لقمة العيش لمساعدة ذويهم في مواجهة شبح الفقر، فتمكن التشرد منهم وضاع الآمل والمستقبل ! ومن استمر منهم في المدرسة حاصرته حوادث السيارات المفخخة والتفجيرات العشوائية .

وصار هدف الكثير منهم الأن هو...كيف ينتقم لأهله و أحبته عندما يكبر ، كيف يشارك في ان يكون ضد الارهاب ..
إن تربية القسوة والعنف والعدوان والارهاب عبر ربع قرن مضى ، خلقت لدى اطفال العراق الازمات النفسية والعاهات النفسية والجسدية المستديمة وقادتهم من بؤس وتشرد وضياع الى كوارث نفسية ..

هذه هي حصيلة اطفال العراق ، وهكذا هم اطفال العراق من سنوات الحروب والكوارث والحصار القاسي الى سنوات السلب والنهب وغياب الامن ..

كيف هو حال اطفال العراق اليوم ؟
- امراض نفسية لاحصر لها
 - انحرافات لاحصر لها في الشخصية
- ازمات نفسية مدمرة
 - صدمات نفسية
 - يتامى بلغت اعدادهم مئات الالوف 

 أ كدت الدراسات الميدانية في عراق اليوم ان اطفاله يعانون من صدمة مابعد الحرب بشكل مخيف بسبب تزايد عمليات العنف واستمرارها لحد الان ، هذاوتقول الدراسات ان تلك العمليات اثرت بشكل ملفت للنظر على كل سلوك الاطفال مما انعكس هذا على العابهم وتصرفاتهم حتى على حركاتهم ، وصارت هذه السلوكيات لاتبتعد عن السلوك العدواني والعنف ، وبات واضحاً ان هؤلاء الاطفال تعودوا السلوكيات العدوانية في اللعب مع زملائهم او في علاقتهم بهم .


اما اليوم فأن جيل ما بعد صدام فقد ادمن استنشاق المواد المخدرة يمشون في الشوارع والازقة الطويلة والممتدة شمالا وجنوباً غير مبالين بما يجري ، فضلا عن ذلك انهم عرضة لاستغلال عصابات السلب والنهب والاجرام المنظم ، مقابل شئ تافه من المال او مقابل حبوب ' الكبسلة' .

اما الفتيات فحالهن ليس افضل من حال الذكور ، فيتم استدراجهن الى بيوت الدعارة واستغلالهن ابشع استغلال فضلا عن اغتصابهن او اجبارهن على امتهان الدعارة بالقوة .
 ان ابناء العراق يذهبون الى المدرسة يوميا ذهابا و ايابا  ويحمل كل منهم روحه الغضة على راحة يده، فباتت المدرسة وبعد غياب الامن والقانون والسلطة القوية في الشارع والعمل ، مقبرة بلا اكفان ، وعلى التلميذ الذي يتوجه الى مدرسته ان يحمل كفنه معه.

ليس من المستغرب ان يشاهد زائر العراق ان مئات من العراقيين يمشون على عكازات وهم في ريعان الشباب او من الاطفال ، فالكثير منهم فقد اطرافهم العليا او السفلى بسبب الحروب وكوارثها أو بفعل السيارات المفخخة والالغام المزروعة على اطراف الشوارع. 


يمكن القول بحق ان اطفال العراق جيل ضائع حرموا من طعم الطفولة ومباهجها وبراءتها ، وتتوالى الاجيال منذ إستلام صدام  حسين للسلطة في العام 1979 حتى رحيله  إلى الأن والحال يزيد سوءاً لهذه الشريحة من المجتمع العراقي .
ان الانسانية امام كارثة لامثيل لها تمثلت في جيل الاطفال الذين ترعرعوا بين الحروب ومشاهدة العنف اليومي وويلات التشرد وسماع اصوات المدافع وازيز الطائرات والخوف الدائم من الاسلحة الكيمياوية ورعب السيارات المفخخة بالاضافة الى الابتعاد عن مقاعد الدراسة والرغبة في التعلم وتوقع الموت في اية لحظة في المدرسة او في الشارع او اثناء التوجه الى المدرسة او حتى في البيت ، لاسيما ان الارهاب يطول الاب والام والطفل والمعلم والمعلمة والموظف ولايستثني احد ، وازاء ذلك يزداد الايتام والمعاقون من الاطفال ، ويزداد العنف وتزداد الاحقاد وتتفشى العاهات وتنتشر الازمات ومعها تزداد الانحرافات والامراض النفسية جيلا بعد جيل وتزداد ارادة الثأر ويخلق المجتمع المريض اشخاصاً مرضى ، وينشأ افراده بين احقاد المقاومة والارهاب وبقايا انتقام فلول النظام السابق.





أوقفوا الحروب..أوقفو العنف إتجاه الأطفال