Powered By Blogger

8‏/1‏/2013

بين الهبة و الشتوة!



قبل أشهر قليلة هب عدد غفير من الشعب الأردني و خاصة من فئة الشباب إحتجاجا على رفع الأسعار الجائر بحق المواطنين، خرجوا إلى الشوارع ليعبروا عن غضبهم و رفضهم لتلك القرارات حينها وقعت بعض التجاوزات من حرق لحاويات القمامة , تكسير لبعض المرافق العامة و بدء بعض الإنتهازين و المدسوسين بالقيام بأعمال دنيئة لا تمثل الحراك الشعبي لا من قريب ولا من بعد(لأن الحراك عرف عنه السلمية التامة طوال نزولة للشارع خلال العامين الماضيين).. فقد تمت أكثر من عملية نهب و سلب و معظمها غير موثق فعليا!!

سأكتفي بهذا القدر و لن أدخل في تفاصيل وقوع جرحى ...سقوط شهداء بين الشباب الغاضب و السلطة الأمنية و إعتقال المئات من المتظاهرين 

أخذت وسائل الإعلام المختلفة بالنواح و التباكي على ما حصل للبلد و أن ما حدث كلف الأردن خسائر فادحة   حيث سبب هروب المستثمرين  و من ثم ضياع الفرص .. أخذوا يقارنوا بيننا و بين دول الجوار..  حولوا الهبة إلى نهبة و الشباب الذي يريد التغير إلى مجرمين  قاطعي طرق و المعتقلين إلى مثيري شغب..مما إدى إلى تحريض غضب الشعب على شباب الهبة  لأنهم سبب خراب البلد و ضياع مدخراته حسبما وصفوهم .. فعلا علينا كلنا أن نعترف بذكاء المخابرات و الأجهزة الأمنية بما قاموا به من إمتصاص لغضب الشارع

الان ...في هذة الأيام المباركة كما يقولون فقد أنعم الله علينا بكميات  مهولة من الأمطار و من المتوقع هطول المزيد اضافة للثلوج .. قبل ذلك كانت  قد أعلنت أمانة عمان الكبرى و جميع الوزارات المعنية في مثل هذة الحالات حالة الطوارئ كما و صرحت كذلك أنها على أتم إستعداد لأي حادث لكن... للأسف إستعدادهم جاء متأخراً جداً يمتد في بعض الحالات لعشرات السنين

حيث طفحت شبكات الصرف الصحي  ...تشكلت السيول .. تفجرت أنابيب المياه .. إنهارت أجزاء من الشوارع و الجسور و الأرصفة  سقط عدد من أعمدة الكهرباء والهاتف تم إقفال عدد من الأنفاق و تعطلت إشارات المرور "هذا على المستوى العام " أما على المستوى الخاص فقد تعطل عدد كبير جدا من مركبات المواطنين و إصيب عدد كبير منهم  خاصة الأطفال بأمراض الشتاء (ماذا لو أن الدولة كانت قد وفرت المطاعيم اللازمة لهم بالمجان أو حتى  بأسعار رمزية هل  سيكون تأثير المرض عليهم كبير ليكبد المواطن تكاليف كبيرة فيما بعد )  ناهيك عن صعوبة توفير التدفئة اللازمة لغلاء أسعار المشتقات النفطية... اضف الى ذلك  وقوع عدد من الحوادث تسببت به يافطات المرشحين المعلقة في كل مكان.. كل ذلك في العاصمة عمان فقط لك أن تتخيل ما يحدث الأن في المحافظات و المخيمات..ياه طبعا حدث ولا حرج

كل ذلك أشارة  واضحة لوجود فساد و تقاعس كبير في أمانة عمان و الوزارات في الأردن بالتالي يسقط عاموديا العديد من  الأسئلة..أين تذهب أموال ضرائبنا ؟ ماذا يفعل موظفين الأمانة و الوزارات بالضبط؟ أين إستعدادات الأمانة؟؟  من المسؤول عن  جودة المواد المستخدمة؟  من يضع شروط العطاءات ؟ من المسؤول عن صيانة المشاريع! ماذا يعني الإستعداد لهم؟

إذا بالمقارنة بين الهبة و الشتوة ... نرى أن الحكومات السابقة ,الحالية و الاحقة , المسؤولون في الأمانة  قد كبدوا و سيكبدوا  الأردن و شعبه خسائر فادحة لا تقدر تتجاوز بكثير جدا خسائر الهبة التي ناح و جاح عليها الإعلام  و صهرتها أجهزة المخابرات..

لماذا لا تفضح وسائل اعلامنا العتيد تلك المؤسسات؟
  لماذا لا يعترفون أن أفعالهم تلك سبب هروب المستثمرين؟
  لماذا لا تلاحق المخابرات نشاطات الوزاراء و المسؤولين ؟و لماذا لا يستعرض الأمن العام قدراته بالقبض على الفاسدين كما فعل مع المتظاهرين..لماذا لا يتم عرضهم على محكمة أمن الدولة لأنهم يثيرون الشغب و يخربون الممتلكات العامة و يقوضون النظام بأفعالهم؟؟



بين الهبة و الشتوة شعب مش عارف الله وين حاطه!!