Powered By Blogger

16‏/9‏/2012

إلى ريم..





تلك الطفلة النحلية ذات العيون الجملية المليئة باللوم و الحسرة
تلك الفتاة ذات العقل المليء بالأسئلة و الأفكار
تلك التي تبتسم و لا تعلم ما هو شعور الفرح
تلك المسكينة التي تسرد قصص الحنان الخيالية عن أبيها
تلك التي خذلته الأم و تبرئ منها الأب ليرضي زوجته و لم تحتملها المعلمة
تلك التي لا تعرف معنى العائلة
تلك الشقية التي سألتني عن لون تفاحة نيوتن خلال درس الجاذبية

ريم التي تعرفة عليها بالصدفة فلم تكن هي المقصودة في البداية
ريم التي كلما ضعفت و يأست من الحياة أتذكر إبتسامتها رغم كل ظروفها فأنسى و أبداء من جديد 
ريم التي كلما رأتني سألتني عن أهلي و في عينها شوق لتعرف معنى العائلة
ريم التي كانت تفعل المستحيل حتى لا تنجز واجبها أو تحفظ جدول الضرب فتارة تتحجج بالتعب و أخرى بالملل و أحيانا تحاول تغير الموضع تماما بأن ننزل للعب في الحديقة أو أن نشاهد فيلم كرتون و كان فيلمها المحبب دائما سندريلا

لقد وعدتها أن لا أبتعد عنها و أن أبقى جزءا من حياتها، لكن لأسباب كثيرة غبت عنها لفترة و عندما سألت عنها اليوم
أخبروني أنه قد  تم نقلها لمكان أخر يبعد حوالي الساعتين عن منطقتي 

تفاجئت و حزنت جدا لأني خذلتها كما فعل الباقين و تركتها تذهب بدون أن أبرر أسباب غيابي عنها..
شعرت بأني خسرت جزءا من روحي فقد كانت هي مصدر الأمل لي
كانت شباكي الصغير الذي يربطني بإنسانيتي في ظل هذا العالم المقرف
حتى لو كنت بعيدة عنها أحيانا مجرد إرتباطي بها كان يشعرني أني كائن مفيد لبعض الوقت

بالمناسبة هي من ألهمتني في البدء بهذه المدونة 

حبيبتي ريم أنا أسفة لا أعلم أي مستقبل ينتظرك و لا أستطيع أن أضمن لك أي شيء في هذه الحياة
لكن أوعدك أن لن تركك أبدا